القائمة الرئيسية

الصفحات

داء السكري و صيام رمضان

مقدمة

    صيام رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة وهو واجب على جميع المسلمين البالغين الأصحاء، فالصيام لا يحدث آثار سلبية على صحة الصائم السليم، ولكن الإسلام قد أعفى فئات عديدة من الناس من الصيام لأسباب معينة. ومن بين هذه الفئات هم الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، والذين قد يضر الصيام بصحتهم. ويعتبر داء السكري احدى هذه الأمراض المزمنة. فهل مرضى السكري من النوع الأول يمكنهم صيام شهر رمضان؟

فسيولوجيا الصيام

    أثناء صيام الأفراد الأصحاء، تنخفض مستويات الجلوكوز مما يؤدي إلى انخفاض إفراز الأنسولين. ونتيجة لذلك، ترتفع مستويات الجلوكاجون والكاتيكولامين، مما يؤدي إلى تحلل الجليكوجين وتكوين السكر.

    بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الأول، قد لا يؤدي نقص السكر في الدم الذي يحدث أثناء الصيام إلى استجابة مناسبة للجلوكاجون والأدرينالين لمواجهة انخفاض السكر في الدم.

هل يجب على الأطفال والمراهقين المصابين بمرض السكري من النوع الأول الصيام خلال شهر رمضان؟

    على الرغم من أن البعض يعتبر الصيام خلال شهر رمضان خطرًا كبيرًا على صحة الطفل او المراهق المريض بالسكري، فقد أظهرت الدراسات الحديثة على أنه يمكن للمراهقين الصيام إذا كان لديهم تحكم معقول في نسبة السكر في الدم، ووعي جيد بنقص السكر في الدم ومستعدون لمراقبة مستويات السكر بشكل متكرر أثناء الصيام.

ما هي الاجراءات المتبعة قبل دخول رمضان

    يعتبر الافتقار إلى التوعية والتثقيف المسبق لمضاعفات السكري خاصة اثناء الصوم من العقبات الرئيسية التي تحول دون صيام رمضان بطريقة آمنة لمرضى السكري من النوع الأول. فمن بين الإجراءات المتبعة قبل دخل شهر رمضان:

  • التوعية بمرض السكري، بما في ذلك التغذية والنشاط البدني والعلاج بالأنسولين بالإضافة الى كيفية علاج مضاعفات السكري (نقص السكر في الدم، ارتفاع السكر في الدم والحماض الكيتوني السكري).
  • التحكم في نسبة السكر في الدم قبل شهر رمضان لتقليل المخاطر المحتملة المرتبطة بالصيام وتقليل تقلبات الجلوكوز.
  • المراقبة المتكررة لنسبة الجلوكوز في الدم أو استخدام تقنيات المراقبة المستمرة للسكري والتدريب على كيفية تفسير النتائج والعمل وفقًا لها.
اداة قياس نسبة السكر بصفة دائمة (MGC)

ما هي المضاعفات المحتملة اثناء الصوم؟

    صيام رمضان له مضاعفات محتملة كارتفاع السكر او نقص السكر في الدم والحماض الكيتوني والجفاف ...؛ ومع ذلك، تشير البيانات المتاحة إلى أنه يمكن الصيام بأمان من قبل الأطفال والمراهقين المصابين بداء السكري بشرط الامتثال لشروط السلامة: التقييم الطبي قبل الصيام، تعديل نظام الأنسولين من طرف الطبيب على النحو المناسب، التحكم الأمثل في النظام الغذائي، وإدارة النشاط اليومي. تتمثل المضاعفات المحتملة في:

انخفاض سكر الدم

    يعتبر نقص السكر في الدم من المضاعفات الرئيسية للصيام في رمضان، وقد أظهرت الدراسة أن نقص السكر في الدم يحدث عادة خلال الساعات التي تسبق الإفطار.

الحماض الكيتوني السكري

    الصيام يزيد من مستويات الجلوكاجون ويسرع تحلل الدهون قد تسبب هذه التغيرات الفيزيولوجية المرضية بالتزامن مع الصيام إلى حدوث الحماض الكيتوني السكري، مع العلم انها حالة نادرة أثناء الصيام.

كيف يمكنك الوقاية من انخفاض نسبة السكر في الدم والحماض الكيتوني

    المراقبة المتكررة لنسبة الجلوكوز في الدم خلال شهر رمضان أمرًا ضروريًا لتقليل نقص السكر في الدم ومنع حدوث الحماض الكيتوني السكري.

التغذية خلال شهر رمضان

داء السكري و التغذية

    يمثل صيام رمضان تحولًا كبيرًا في توقيت الوجبة ومحتواها ونمط الحياة اليومية وأنماط التمارين الرياضية. كل هذه التغييرات لها تأثير مباشر على مستويات السكر في الدم مثل الاكثار من الدهون المشبعة، الأطعمة المقلية والسكريات بأنواعها.

    الوجبتان الرئيسيتان اللتان يتم تناولهما خلال شهر رمضان هما الإفطار والسحور، بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يتم تناول وجبة أو عشاء متأخر في المساء قبل النوم (حوالي الساعة 10 مساءً). عادة ما يحتوي على حلويات تقليدية يجب تناول وجبة السحور في أقرب وقت ممكن من الفجر لتقليل فترة الصيام.. يمكن تناول وجبة خفيفة مثل الحليب والتمر أو العصير في البداية قبل الإفطار للإفطار.

    أظهرت الدراسة أن هناك تغير كبير في النظام الغذائي عند الشباب مرضى السكري خلال شهر رمضان مع زيادة تناول الدهون والسكر. اذ يوصي المختصون مرضى السكري من النوع الأول بضرورة التقليل من تناول الدهون المشبعة والسكر خلال شهر رمضان، واستعمال الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي (index glycémique) المنخفض أساس الأطعمة التي يتم تناولها في الإفطار والسحور. البروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفضة مهمان بشكل خاص في وجبة السحور لتعزيز الشبع أثناء النهار. كما ينصح المختصون بالاعتدال في تناول الحلويات التقليدية والأطعمة المقلية.

التوصيات

قبل رمضان

  • يجب أن يتلقى الأطفال والمراهقون المصابون بداء السكري من النوع الأول والذين يرغبون في الصيام خلال شهر رمضان المعلومات اللازمة حول الاخطار المحتملة وكيفية علاجها، نظام الانسولين الواجب اتباعه.
  • يعد تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم قبل شهر رمضان إجراءً ضروريًا لضمان الصيام الآمن

مراقبة سكر الدم في رمضان

  • يعد القياس المتكرر لنسبة الجلوكوز في الدم أو المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM) أمرًا ضروريًا خلال شهر رمضان لتقليل أخطار نقص السكر في الدم واكتشاف فترات ارتفاع السكر في الدم.

التغذية

  • يجب مراعاة نوعية وكمية الطعام المقدم خلال شهر رمضان للوقاية من المضاعفات الحادة، وزيادة الوزن المفرطة.
  • يجب أن تعتمد الوجبات على الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض وتشمل الفاكهة والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون. يجب استخدام الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة بدلاً من الدهون المشبعة.
  • يجب الحد من الحلويات والأطعمة المقلية وتجنب المشروبات المحلاة.
  • يعتبر استهلاك 2 الى 3 تمرات يوميا آمنا لمرضى السكري
  • يجب أن تكون وجبة السحور متأخرة قدر الإمكان.
  • يجب الحرص على شرب السوائل في فترات منتظمة خلال ساعات عدم الصيام.

الإفطار الفوري

  • ينصح بالفطر الفوري في حالة نقص السكر في الدم بغض النظر عن التوقيت. تنطبق هذه التوصية على نقص السكر في الدم المصحوب بأعراض ونقص السكر في الدم بدون أعراض أقل من 70 مجم / ديسيلتر (3.9 ملي مول / لتر)
  • إذا كانت نسبة السكر في الدم أكبر من 300 مجم / ديسيلتر

الخاتمة

    لا يعتبر السكري مانعا للصوم الا انه هناك توجيهات ونصائح لا بد من القيام بها من اجل صيام امن، كما انه من المهم الفهم الصحيح للقواعد الإسلامية المتعلقة بالصيام والمرض، والتي تسمح للأفراد الذين يعانون من حالات طبية بالإفطار. لذلك يجب الاتصال بعلماء الدين لإقناع غير المؤهلين للصيام وتجنب الشعور بالذنب.

المراجع