القائمة الرئيسية

الصفحات

التعرض المفرط للشاشات ، ما هو الوجه الآخر للشاشات الالكترونية؟

  هل لديك أطفال صغار أو أحفاد؟ هل أنت قلق بشأن تعرضهم المبكر والمفرط للشاشات؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن منشور المدونة هذا يناسبك. سنستكشف مخاطر قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة ونقدم بعض النصائح حول كيفية الحد من تعرض عائلتك للأجهزة الرقمية.

الرابط بين التعرض المبكر للشاشة والتطور المعرفي

  أظهرت الدراسات الحديثة وجود صلة بين التعرض للشاشة في وقت مبكر والتطور المعرفي. يرتبط التأثير المعرفي لاستخدام الشاشة بالوقت المستغرق امام الشاشة وبمحتوى البرنامج والسياق الاجتماعي للمشاهدة. يقلل التعرض للشاشات من قدرة الأطفال على قراءة المشاعر والتحكم في إحباطهم. كما أنه ينتقص من الأنشطة التي تساعد على تعزيز نمو عقولهم، مثل القراءة. في الواقع، يعتبر الوقت المفرط للشاشة أحد عوامل الخطر الحاسمة التي يمكن أن تعرقل عمليات النمو المبكرة لدى الأطفال.

  الدراسات التي أجريت على مدار العشرين عامًا الماضية أظهرت وجود صلة سببية بين التعرض المبكر جدًا للشاشات والحرمان من النوم وضعف مهارات التنظيم الذاتي، وتقليل التحصيل الدراسي والتكيف الاجتماعي والعاطفي. لذلك، من المهم للوالدين و الأطباء أن يكونوا على دراية بمخاطر الوقت المفرط أمام الشاشات وأن يضعوا حدودًا لوقت أطفالهم أمام الشاشات منذ سن مبكرة.

ما هو الوقت المسموح به للجلوس أمام الشاشة؟

    توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بما يلي:

  • الرضع حتى 18 شهرًا من العمر : يجب ألا يكون هنالك وقت للجلوس أمام الشاشة.
  • الأطفال من عمر 18 شهرًا إلى 24 شهرًا: بعض الوقت مع أحد الوالدين.
  • مرحلة ما قبل المدرسة : لا يزيد الوقت على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود البالغين لمساعدتهم على فهم ما يرونه.​
  • من عمر 5 إلى 18 سنة : يجب على الآباء وضع حد، ووقت معين بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميًّا، كما يجب ألا تشغلهم عن الحصول على ما يكفي من النوم والقيام بالنشاط البدني.

الرابط بين التعرض المبكر للشاشة والكفاءة الاجتماعية

  يعد وقت الشاشة جزءًا مهمًا من الحياة الحديثة. بالنسبة للعديد من الأشخاص، تعد مشاهدة التلفزيون أو استخدام الكمبيوتر أو ممارسة ألعاب الفيديو جزءًا معتادًا من يومهم. ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن وقت الشاشة المفرط قد يكون له عواقب سلبية على التنمية الاجتماعية للأطفال.

  يمنع وقت الشاشة من قدرة الأطفال الصغار على قراءة الوجوه وتعلم المهارات الاجتماعية، وهما عاملان أساسيان ضروريان لتنمية التعاطف.

  من المهم للآباء أن يضعوا حدودًا لوقت أطفالهم أمام الشاشات وأن يراقبوا الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات عن كثب. بينما نستمر في معرفة المزيد عن تأثيرات وقت الشاشة على نمو الأطفال، سيحتاج الآباء إلى التأكد من أنهم يوفرون لأطفالهم أفضل بيئة ممكنة للنمو الفكري والتنمية الاجتماعية.

العلامات السريرية للتعرض المبكر للشاشات

  يمكن أن تشمل العلامات السريرية للتعرض المبكر للشاشات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، واضطراب اللغة ومشاكل في التفاعل الاجتماعي، التأخر في التواصل، بحيث يصبح واضحا بين 2 الى 3 سنوات، الانفعال، اضطرابات سلوكية. هذه الاعراض قد تشبه إلى حد كبير أعراض طيف التوحد ، لكن يجب التفريق بينهم.

  في الآونة الأخيرة، ثبت أن مسارات التطور يمكن أن تتأثر سلبًا بالتعرض المبكر للشاشات. بالإضافة إلى ذلك، هناك عواقب صحية في حالة التعرض للشاشة لوقت طويل، بما في ذلك ضعف النمو المعرفي.

النتائج الصحية للوقت الطويل جدًا أمام الشاشة

  يمكن أن يكون للعواقب الصحية الثلاثة التي نوقشت في هذه المقالة تأثيرات خطيرة على صحتك الجسدية والعقلية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي وقت الشاشة المفرط إلى إجهاد عينيك وتجعلهما تشعران بالجفاف، مما قد يؤدي إلى تلف شبكية العين وعدم وضوح الرؤية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجلوس لساعات في كل مرة يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري من النوع 2 (لزيارة موضوع داء السكري من النوع الأول عند الأطفال والمراهقين اضغط هنا) وبعض الأمراض المزمنة مثل السرطان. يعد انخفاض الوظيفة المعرفية أيضًا نتيجة شائعة لوقت الشاشة المفرط.

  على الرغم من أن الشاشات غالبًا ما يُنظر إليها على أنها مصدر للترفيه، إلا أنه لا ينبغي استخدامها لتحل محل النوم الجيد أو النشاط البدني. بدلاً من ذلك، يمكن للأطباء دعم الآباء للحفاظ على وقت شاشة أطفالهم تحت المراقبة من خلال توفير إرشادات لوقت الشاشة المناسب ووضع قيود على وقت استخدام الشاشات. يجب أيضًا أن يتم التعرض لأول مرة للشاشات بشكل تدريجي حتى لا يصاب الأطفال بعواقب نفسية اجتماعية سلبية نتيجة لذلك.

وقت الشاشة الزائد في السنة اللأولى كعلامة سلوكية مبكرة لاضطراب طيف التوحد

  واحدة من أولى العلامات التي تشير إلى أن الطفل قد يصاب باضطراب طيف التوحد هو عندما يبدأ في إظهار وقت طويل أمام الشاشة. في دراسة نشرت في مجلة JAMA Pediatrics، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يبلغون من العمر 1 عامًا والذين يقضون وقت أطول في مشاهدة الشاشات كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد عند ثلاث سنوات من أولئك الذين يقضون وقتًا أقل في مشاهدة الشاشات.

  على الرغم من أن هذه الدراسة صغيرة ولا تشير بالضرورة إلى العلاقة السببية، إلا أنها تذكير مهم بأنه ليس من السابق لأوانه أبدًا البدء في مراقبة وقت شاشة طفلك وتحديد أي علامات على اضطراب طيف التوحد.

تأثير التعرض الأول للشاشات قبل 18 شهرًا

  أظهرت الدراسات الحديثة أن التعرض المبكر للشاشة يمكن أن يكون له آثار ضارة على التطور المعرفي والاجتماعي. على سبيل المثال، يمكن أن يكون التعرض المكثف للشاشة أثناء الطفولة المبكرة ضارًا بالتطور المعرفي. بالإضافة إلى ذلك، تم ربط وقت الشاشة بانخفاض النمو والسلوك الإدماني. في الواقع، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) الآن بتجنب الشاشات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 إلى 24 شهرًا، باستثناء عند الدردشة بالفيديو مع العائلة.

  على الرغم من المخاطر، لا يزال العديد من الآباء يسمحون لأطفالهم باستخدام الشاشات منذ سن مبكرة. وذلك لأن الشاشات تقدم مجموعة متنوعة من المزايا، مثل توفير الترفيه والتفاعل مع الأطفال. ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن الشاشات ليست ضرورية لتطور الأطفال بشكل صحيح. في الواقع، قد يعوقون قدرتهم على تطوير المهارات الاجتماعية والمعرفية. لذلك، من المهم الحد من وقت الشاشة وتقديم أنشطة إثراء بدلاً من ذلك.

آثار وقت الشاشة المفرط لدى المراهقين

  أظهرت الدراسات الحديثة أن الوقت المفرط أمام الشاشات يرتبط بمجموعة من النتائج السلبية للمراهقين، بما في ذلك ضعف الصحة النفسية والاجتماعية.

  يعد التطور المعرفي من أولى العلامات التي تشير إلى أن وقت الشاشة له تأثير سلبي على المراهقين. على سبيل المثال، تم ربط التعرض المبكر للشاشات بانخفاض درجات معدل الذكاء وتأخر التطور من حيث مهارات القراءة والكتابة والرياضيات. بالإضافة إلى ذلك، تم ربط الوقت المفرط أمام الشاشات بمشاكل الكفاءة الاجتماعية، مثل قلة التفاعل الاجتماعي وانخفاض القدرة على التعاطف مع الآخرين.

  قد تكون العواقب الصحية المترتبة على قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات خطيرة أيضًا. على سبيل المثال، تم ربط التعرض لوقت طويل للشاشة بزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية. علاوة على ذلك، تبين أن الوقت المفرط أمام الشاشات يسبب مشاكل في النوم لدى الأطفال والمراهقين. في الواقع، وجدت الدراسات أن المراهقين الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على الشاشات هم أكثر عرضة لمشاكل النوم من أولئك الذين يقضون وقتًا أقل أمام الشاشات.

  من المهم أن تضع في اعتبارك الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات وأن نوفر لهم فرصًا للنشاط البدني والتفاعل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تكون على دراية بالآثار الضارة للوقت المفرط أمام الشاشات على التطور المعرفي والكفاءة الاجتماعية وعادات النوم لدى المراهقين.

آثار التعرض للضوء الأزرق على النوم

  وقت الشاشة جزء من حياتنا، وهناك العديد من الفوائد لقضاء الوقت أمام الشاشات. ومع ذلك، يمكن أن يكون لوقت الشاشة أيضًا آثار سلبية على نومنا. لقد ثبت أن الضوء الأزرق، المنبعث من العديد من الأجهزة، يقلل من مستويات الميلاتونين. هذا الهرمون مهم للاسترخاء وأنماط النوم الصحية.

  يرتبط وقت الشاشة أيضًا بزيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الأطفال. إن تأثيرات الضوء الأزرق على النوم تراكمية، لذا كلما بدأت الشاشة مبكرًا، زاد الضرر الذي ستحدثه.

  من المهم التفكير في وقت الشاشة لدينا والتأكد من أننا لا نعرض أطفالنا للكثير من الضوء الأزرق. من خلال الحد من وقت الشاشة وتعريضهم للضوء الطبيعي بدلاً من ذلك، يمكننا مساعدتهم على تطوير عادات نوم صحية ومهارات معرفية.

العلاقة بين التعرض المفرط للشاشة والجوانب النفسية والاجتماعية عند الأطفال

  يعد اضطراب فرط النشاط  من أولى العلامات التي تشير إلى أن الطفل يعاني من آثار سلبية بسبب قضاء وقت طويل أمام الشاشة. 

  في دراسة، وجد أن الأطفال الذين يشاهدون أكثر من ساعتين من التلفاز في اليوم كانوا أكثر عرضة لمشاكل العمل المدرسي من أولئك الذين يشاهدون أقل من ساعة من التلفاز في اليوم. كان هذا الرابط هو الأقوى بالنسبة للفتيان والأطفال الذين شاهدوا التلفزيون لمدة 3 ساعات على الأقل يوميًا.

  وجدت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا في لعب ألعاب الفيديو كانوا أكثر عرضة للحصول على درجات أقل في مقاييس الكفاءة الاجتماعية وحل المشكلات. كان هذا الرابط هو الأقوى بالنسبة للفتيان والأطفال الذين لعبوا ألعاب الفيديو لمدة 6 ساعات أو أكثر في الأسبوع.

  السمنة هي إحدى أكثر النتائج المقلقة للوقت المفرط أمام الشاشات. وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون أكثر من 3 ساعات من التلفاز يوميًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بأكثر من الضعف من أولئك الذين يشاهدون أقل من ساعة من التلفاز يوميًا.

المراجع